انا امرأه متزوجه منذ ثلاثة عشر سنه ومنذ ان تزوجة وزوجي يسافر دائما للخارج للسياحه اختلفنا كثيرا في هذا الموضوع.
وذهبت لبيت اهلي مرتين ولكن بدون جدوى لم تحل المشكله ولكن في الااونه الاخيره بدلا من ان يكون سفره مره بالسنه اصبح اكثر من مره قد تزيد عن عشرة سفرات بالسنه
وقد اصبح لدينااربعة اطفال وانا احس بانه محملني مسؤلية الاطفال وهو هارب عن هذه المسؤليه تكلمت معه اكثر من مره.
ولكنه عنيد جدا يقول لي والله ما تقيديني وانا حر وسابقى كذا تبغين تعيش معي على كذا ولا روحي بيت اهلك
استخدمت معه اسلوب الطيب ما نفع واستخدمة معه اسلوب التطنيش وما اكلمه ولا ارد على اتصالاته وهو مسافر.
وما نفع تعبت من هذا الموضوع نفسيا حتى اني اصبحت احس بالام في عضلات يديني والقلون العصبي ذبحني فزوجي كثير الخروج من البيت بحكم عمله في الفتره الصباحيه
ووالده بيشتغل في مجال التجاره وزوجي ابنه الاكبر فيكون من بعد العصر حتى بعد العشاء وهو خارج المنزل ويجي للبيت وهو متعب يتعشى.
ويروح لغرفته يجلس على التلفزيون والنت ولما اقول اجلس معانا او اسمر معي يقولي انا تعبان وابغى انام
مع انه يطلع على غرفته مثلا من الساعه تسعه الى الساعه الثانيه عشر وهو سهران ما بين النت والتلفاز وغالب عطلت اخر الاسبوع يكون مسافر يجيب بضائع لمحلات ابوه هذا غير سفره المتكرر للسياحه انا صرت عصبيه جدا
وما اتحمل حتى اولادي اطيح فيهم ضرب لادنى سبب واحس بالتعاسه في حياتي احس اني محبطه من كل شي.
وما احد قادر يغيره اتمنى منكم مستشارينا الاعزاء تعطوني حلول كيف اتعامل معى هذي المشكله رغم انه دائما مايقول لي ان السفر هوايتي المحببه الى قلبي ولن اتركها
كيف اخليه يحس بمسؤلية تربية الاولاد واننا نحتاجه ونفتقد غيابه كثيرا ولا اظلمه فهو غير مقصر في مصروف البيت.
وانا والاولاد ولكني لا احس باننا اسره متكاتفه فانا لم استطع ان احيط بتربية الاولاد لوحدي وهو لايساعدني في ذلك
اعتذر لتشتت افكاري لانه مجرد ان انتهى اليوم من العمل وبداءت الاجازه ربط امتعته وسافر فانا في غايت القهر من هذا الموضوع افيدوني كيف اتعامل معه دون ان يحس اني اريد ان اقيده كما يقول
الأخت الفاضلة أم علي .. سلمها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد :
لقد قرأت قضيتك بتأمل وحاولت فهم ما بين السطور ووجدت أن مشكلتك مع زوجك تتلخص في كثرة أسفارة وعدم تحمله مسؤولية تربية الأبناء معك .. إضافة إلى عدم حرصه على الجلوس معك.
أختي الفاضلة سأحاول جاهداً تحليل الوضع واقتراح بعض الحلول .. ولكن قبل ذلك يجب أن تعرفي ويعرف كل من يقرأ هذه الرد أن الاستشارات الأسرية والاجتماعية.
كما نقول دائماً لا تعني الحلول النهائية لأننا لا يمكن أن نتفهم القضية بكاملة تفاصيلها بمجرد عرض طرف واحد هو من يعاني من المشكلة لأنه ينطلق غالياً من ذاتيته وتقديره للأمور منطلق من معاناته فقط.
ونحن لا نقف على موقف الطرف الآخر ووجهة نظره مع أنه طرف مهم جداً لذا تظل اتراحاتنا وتصوراتنا عن القضية ناقصة وتعالج الأمور بشيء من السطحية أحياناً لذا اقترح في الكثير من القضايا أن يلجأ المستشير إلى متخصصي العلاج الأسري والنفسي ويكون العلاج وفق جلسات مع كافة أطقراف المشكلة.
عموماً أختي الفاضلة أسفار زوجك لا أظنها هي المشكلة بل ربما تكون عرض لمشكلات أخرى لم تنتبهي لها ولم ينتبهه لها هو أيضاَ ..
سفريات زوجك على نوعين .
الأول : سفريات لغرض التجارة لأنه يساعد والده في محلهم التجاري..
والثاني : سفريات سياحية لغرض الترويح.
النوع الأول لا أظنه سبباً للمشكلة لأن هدفه واضح ومردودة واضح عليه وعليكم في تأمين لقمة العيش لأسرته بل قد يدخل هذا في باب الواجب إذا كان يترتب على عدم القيام به خسارة تجارته وفشل مشروعه..
أم النوع الثاني وهو السفريات السياحية.
فكما أوضحت في بداية عرضك أن زوجك يحب السفر وهو هوايته المفضلة .. وهذا النوع أظنه هو الذي سبب لك الكدر والضيق.
لا أدري كم سفرة له في السنة يقوم بها لأجل السياحة وأين وجهته ومع من؟ وهل تلاحظين على زوجك رغبته في زيارة بلد بعينه فقط في كل مرة دون سواه من البلدان؟؟
وفي كل الأحوال أنت حاولت معه في ثنيه عن سفراته بكل الوسائل فلم تفلح وسائلك لذا أنت بين خيارين الأول تفهم المشكلة والتعايش معها كم لديه مرض مزمن لا قدر الله كالسكر والضغط ونحوه يعتبره شيئاً ملازما له لذا يغير نمط حياته وفقاً لوضعه الصحي ويتجنب ما يسبب له مضاعفات ربما يكون انعكاسها خطير على صحته ويأخذ دواءه بانتظام ويبرمج وقته على هذا الأساس.
عزيزتي الفاضلة أم علي بينك وبين زوجك عشرة دامت ثلاثة عشر عاماً أسأل الله لها الدوام بسعادة ووئام ولديكم ستة أبناء أسأل الله أن يصلحهم لكم ويرزقكم برهم وخيرهم.
لذا لا تفرطي بحياتك الأسرية ولا تفكري كثيراً ولا تقارني نفسك بغيرك حتى يرتاح بالك ولديك مع زوجك ماضٍ مشرق وأكاد أجزم أن صبرك على ما فيه من عيوب وهي قليلة خير ألف مرة من ما سيترتب على تفكك الأسرة بالطلاق لا سمح الله.
فزوجك على ما يبدو مكافح يذهب من الصباح في متجر والده الذي يكسب منه لقمة عيشه ويعود يومياً منهكاً ليدخل غرفته من الساعة التاسعة.
وهذا جانب وإن بدأ لك أنه سلبي إلا أنه إيجابي من ناحية أخرى وبالمقارنة بآباء هاربين عن البيوت ليلا في سهرات مع أقرانهم حتى الصباح ونوم في النهار أو انشغال بوظائفهم وأعمالهم..
دون مراعاة لحقوق الزوجة والأبناء .. صدقيني أختي أم علي هذا الجانب وأعني به أن زوجك يأتي كل يوم للبيت مبكرا ويذهب لغرفة نومه هذه نعمه تفقدها الكثير من الزوجات فاحمدي الله عليها واستغليها في القرب من زوجك .
استقبليه عند عودته من عمله بالترحيب والدعاء له بالعافية وابتسمي في وجهه هيئي لها عشاءه بتنوع يذهب الروتين وليكن العشاء حيناً مع أبنائه وحيناً لك أنت وهو فقط في غرفة نومه وتهيئي له بكل وسيلة اجعليه ينام مرتاحاً وأشغلي عليه وقته وأقلي من اللوم والعتاب ..
ودعيه عند سفره وأدعي له بالتوفيق في سفرته إذا كانت تجارية وبالمتعة الحلال إذا كانت سياحية وأدعي له بالحفظ في ماله وولده ونفسه وقولي له: أحفظ الله يحفظ أحفظ الله تجاهك واحفظ سمعك وبصرك وفرجك وبطنك عن الحرام لأن حرصك على ذلك ينعكس عليك في عرضك وصلاح أبنائك ويبارك الله لك في رزقك..
وأنصحك أختي الفاضلة أن تغلقي باب الشك الذي يفتحه عليك الشيطان أو يزينه لك .
الكاتب: أ. خالد محمد النقية
المصدر: موقع المستشار